تظل عقليات الناس مختلفة فمنها اللبيب الذي يفهم بالإشارة ومنها الذي لا تحركه حتى أقسى الكلمات وهذا هو ديدن بعض الناس في هذا الزمان.. ولذلك فإن أكثر ما يسعد الفرد منا أن يجد من يتجاوب معه ويتلاطف معه بالكلام حتى لو كان ذلك ابنك الذي يجب أن يكون الأب صديقه الأول ولأن العلاقات التي قد يشوبها بعض الشيء بينهما لفارق السن إلا أن بعض الآباء تجد علاقة الصداقة قوية بينه وبين ابنه ولا يجد غضاضة في ممازحته وملاحقته كأنهما إخوان.. مع حفظ الأصل في ذلك كله وهو مبدأ الاحترام الواجب..
ولأن هذا الكلام يجرني للحديث عن آباء لا يجيدون التعامل مع أبنائهم وتجد أن أقصى ما يجمعهم هو سفرة الطعام، وهذا أمر نقع فيه كآباء لمشاغلنا الكثيرة؛ لكن ذلك يجب أن لا ينسينا ولا يغفلنا عن دورنا تجاههم، ولعل أقسى ما يواجه الأب من أبنائه العقوق وهذا يحدث لمن لم يحرص على هذا الأساس القويم الذي يجب أن يكون من أول ما يعمله الابن لوالده ويطبقه هو في الواقع مع والديه.. فيرى الابن ذلك ولن يخيب الله الأب إذا كان ودوداً لوالديه قائماً بما يرضيهما ففي طاعتهما يكسب الأب مع الأبناء كثيراً
قصة
ولعلي أذكر هنا قصة لأب كان ابنه مطيعاً له في كل أموره - وهي قصة تروى-وتبين هذه القصة أن الأب أراد اصطحاب ابنه في سفر طويل وفي أحد مواقع الطريق توقف الابن ليقضي الأب حاجته وفجأة يقول الابن لأبيه إني أريد قتلك فيتفاجأ الأب بما قاله ابنه فيقول له إذا كنت مصمماً على قتلي فاجعلني على تلك الصخرة فإني قتلت والدي عليها، وهنا يستيقظ ضمير الابن فيقول لأبيه لا أريد أن أكون مثلك قاتلاً لأبيه لن أقتلك وأخذ أباه وسار به إلى المكان الذي يرغب وهكذا تضرب مثل هذه القصة للذي يرد على الابن نتيجة عقوقه لأبيه.
ولأن هذا الأمر مهم لنا فلا بد أن نتذكر حقوق الوالدين علينا وما يجب أن نقوم به تجاههما خصوصاً أن الوالدين دائماً هما المدرسة التي يتعلم منها الابن في بداية طفولته ويكون لذلك دور طيب في حياته إذا كانت التربية على أساس صحي ديني وتعليمي.
التضايق
وهنا نقطة أود أن ألفت النظر إليها، ما دام أنني طرقت موضوع الأبناء وهو تعليمهم الصلاة ومداومتهم عليها وسيواجه الأب صعوبة كبيرة وقد يذهب الابن أحياناً إلى المسجد وهو لم يتوضأ وقد يهرب إلى طريق غير طريق المسجد؛ لكن ليصبر الأب وليحتسب الأجر وليستمر على فعله ويستعين بالله على هذا الأمر وعلى ذكر أن الابن يذهب للصلاة وهو غير متوضئ.. تحضرني قصة أوردها الشيخ سعد البريك من باب الطرفة أن أحدهم شاهده الناس وهو يصلي صلاة خاشعة فمروا به فقالوا يا زين صلاته، فقال: هذا وأنا ما توضيت!! فالحرص على الصلاة والوضوء وأدائها أمر مهم جداً وعلينا جميعاً أن ندعو الله لأبنائنا بالسير على الطريق الصحيح بإتباع ما أمر الله والابتعاد عن ما نهى عنه، وهذا الأمر الذي يجب أن يكون ديدن كل مسلم في هذه البسيطة وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى..
الجمعة ديسمبر 05, 2008 6:46 pm