أفي كلّ يوم أنت مضنى مروع= تشوقك أوطان وتصيبك أربع
تعشقتها طفلا صغيرا كأنّما= رضعت هواها قبلما كنت ترضع
فمنذ بها نيطت عليك تمائم= وأنت بها من دون تربك مولع
قضيت الصّبا صبّا وأنحيت نحوه= شبابا تقضى وهو بالوجد مشبع
تكاد حنينا ان تذوب إذا بدا= لعينيك برق بالجزيرة يلمع
تكاد إذا ريح الجنوب تنسمت= حنينا إلى وادي الأراكة تهرع
أتحسب كثبان المهامه يا فتى =جنانا بها أيك السعادة مفرع
فتشجيك ذكراها ، ويصيبك ذكرها= وتشتاق سكناها إذا ضاق موسع
وما هي ، لو أوتيت علما بأمرها ،= سوى بلقع من نضرة العيش بلقع
فمتع بما أعطيته من تمدين =جوانح جدا شاقهنّ التمتع
ولا تك جحّادا بنعمى حضارة =على بعضها عين البداوة تدمع
ألا ايّها الغرّ المرجى رحابة =بأرض بمن فيها من الناس تظلع
نزلت بواد غير ذي زرع ما جنى =خلا القحط من إخصابه المتوقع
فدع عنك إغواء الصبابة وارعو= فإنّك في سهل من الوهم ترتع
** **
بنفسي وأهلي أفتديها مواطنا =مدى العمر ما انفكت لها النفس تنزع
قضيت الصّبا وجدا بها وصبابة= فهيات عن تهيامي العمر أقلع
ألا حبذا أرض الجزيرة موطنا =وإن كان من دوح السعادة بلقع*
** **
أقول لنفسي حين راح كلامها =جزافا بإقناع الذي ليس يقنع
نعم ، جيدها عطل من الحليّ والحلى= ولكنّه بالمكرمات مرصع
وإنّ مغانيها وإن قلّ خصبها =لمن كلّ مرعى قام بالغرب أمرع
وأبيات شعر رصعت جنباتها= لمن كلّ قصر قام بالغرب أرفع
فيا حبذا بيت من الشّعر ما به =لعلج زنيم ، دأبه الغدر ، مطمع
ولا حبذا قصر مشاد بروضة= على الرغم مني فيه للعلج مربع
فلا خير في دار بأحرار أهلها =تضيق إذا خطب أناب ، وتظلع
وآل بعرض القفر يخدع ظامئا =لغلتنا من نهر ( لندن ) أنقع
وبوم يحيي الليل في حالك الدجى= بنعق له جأش المصاليت يجزع
أحبّ لسمعي من تغادريد آلة =لغير بلادي يا أخا العرب تصنع
وكلّ بلاد يلفظ الضاد أهلها= بلادي ، وإن كانت بمثلي تظلع