بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله...معناها، شروطها، مقتاضها
معنى لا إله إلا الله
أى لا معبود بحق إلا الله، و غير الله إن عبد فبباطل.
قال الله تعالى:
{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}(الحج:62،لقمان:30).
و قال تعالى: { فاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).
شروط لا إله إلا الله
الشرط الأول:
العلم بمعناها نفيا و إثباتا المنافى للجهل:
قال الله تعالى: { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد:19).
وعن عثمان بن عفان رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من مات و هو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم برقم:26.
الشرط الثانى :
اليقين المنافى للشك:
وذلك أن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما؛فإن الإيمان لا يغنى فيه إلا علم اليقين، لا علم الظن، فكيف إذا دخله الشك.
قال الله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} (الحجرات:15)
فاشترط فى صدق إيمانهم بالله و رسوله كونهم لم يرتابوا-أى لم يشكوا- فأما المرتاب فهو من المنافقين- و العياذ بالله-الذين قال الله تعالى فيهم:{ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ} (التوبة:45)
و عن ابى هريرة رضىَ الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من لاقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة" رواه مسلم برقم:31
فاشترط فى دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها، و إذا انتفى الشرط انتفى المشروط.
الشرط الثالث:
القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه المنافى للرد:
قال الله تعالى: { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ (36)} (الصافات)
و عن أبى موسى الأشعرى رضىَ الله عنه قال: : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"....فذلك مثل من فقه فى دين الله و نفعه ما بعثنى الله به من الهدى و العلم، فعلم و علم، و مثل من لم يرفع بذلك رأسا و لم يقبل هدى الله الذى أرسلت به" رواه البخارى:79 و مسلم:2282.
الشرط الرابع:
الأنقياد والإستسلام لما دلت عليه المنافى للترك:
قال الله تعالى: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} (لقمان:22)
و معنى يسلم و جهه: اى ينقاد.
و هو محسن: أى موحد.
و العروة الوثقى: هى لا إله إلا الله.
و قال الله تعالى: { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} (الزمر:54).
أى ارجعوا إلى ربكم و استسلموا له.
و عن عبد الله بن عمر مرفوعا: " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به".
قال النووى فى الأربعين رقم:41 حديث حسن صحيح رويناه فى كتاب الحجة بإسناد صحيح.
و صححه الشيخ حافط حكمى فى كتابه " معارج القبول: 2\422، و قد احتج به ابن كثير فى نفسير:
{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب:36).
و احتج به الشيخ محمد ين عبد الوهاب التيمي رحمه الله. انظر الواجبات المتحتمات لمعرفة الأمور المهمات ص:8.
و فى سنده نعيم بن حماد الخزاعى و قد ضعفه قوم ووثقه أخرون.
وهو حسن الحديث إذا لم يكن مما أنكر علبه فيه وقد ذكر عدى فى الكامل ما انكر عليه ولم يذكر هذا منها و قال فى اخر الترجمة وأرجوا أن يكون باقى حديثه مستقيما.7\248.
و قال ابن حجر فى التهذيب 10\463: "و قد مضى ان ابن عدى تتبع ما وهم فيه فهذا فصل القول فيه."
قلت: و أنا معهما.